عبقرية عمر عباس محمود العقاد تحميل

تعد مجموعة كتب العبقريات التي ألفها العلامة عباس محمود العقاد في الأربعينيات من القرن الماضي تعبيرا عن رؤية جديدة لقراءة التاريخ الإسلامي، ومع أن. . .  هذه المجموعة لقيت نقدا كبيرا من بعض المحافظين الذين رأوا أن العقاد يتعامل مع شخصيات في منزلة القدسية لدى المسلمين بطريقة علمية تتحرى الموضوعية وتركز على القراءة ذات الوجه الإنساني، إلا أن هذه الكتب تحديدا أخذت تلقى كثيرا من الترحيب في مرحلة لاحقة حتى أعتبرت من كلاسيكيات الأدبيات التاريخية للإسلام، ذلك أن ما قدمه العقاد كان موجها إلى جيل جديد من المسلمين بتجرد علمي يحاول أن يعبر حدود المذهبية الضيقة وأن يجد الصيغة المناسبة لعرض الواقعة التاريخية في إطار المعقول والمنطقي، دون أن يكون أسير أحكام مسبقة أو قراءات تاريخية متحيزة، وكذلك كانت أعمال العقاد من أفضل ما يمكن أن تقرأه أي شخصية غير مسلمة عن التاريخ الإسلامي وعن صفحات مهمة في أيامه. يقدم العقاد شخصية الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إطار القراءة المتأنية لسماته الشخصية وطبيعته القيادية واعتداده بنفسه ودينه وشعوره العميق بالمسؤولية تجاه المسلمين كافة وجميع رعيته بعد توليه الخلافة على اختلاف دينهم، ويطرح رؤيته في التنظيم الذي قدمه عمر لشؤون الدولة الإسلامية الأمر الذي دفعها لبداية التأسيس الحقيقي كقوة مؤثرة على مسرح العالم، ويستعرض العقاد دور الخليفة الثاني في تأسيس تقاليد الحكم في الإسلام ورعايته لاستقلال الدولة الإسلامية وصيانة هيبتها في محيطها الواقع على التماس مع أكبر امبراطوريتين في العالم في تلك الحقبة، كما ويقدم العديد من التعليقات المهمة التي ترد على هامش السيرة العمرية ويفند فيها بعض الأقوال التي طرحها المستشرقون في شخصيته وغيرهم من أصحاب المذاهب، وذلك بأسلوب لغوي مفرط في أناقته وتدفقه مع توازن عقلي يستطيع أن يجعل من الحماس الذي أبداه العقاد تجاه شخصية عمر بن الخطاب قيمة مضافة من الناحية المعرفية لتجعل الكتاب مرجعا في القراءة التاريخية.   Show.