البحث في المقاربات التّأريخية للموسيقى العربية والتونسية فراس الطرابلسي تحميل

إنّ السّياق التاريخي الذي يمكن أن نتحدّث من خلاله عن العلوم الموسيقية في العالم العربي والإسلامي(بما فيها من كتابات تنظيرية و ممارسات موسيقية "نخب. . .  وية" وأخرى تعبّر عن أعماق المجتمع باختلاف نمط العيش الذي يخضع له حضريّا كان أو بدويّا. . . ) هو سياق معقّد لا يجوز المرور به غافلين عن كل المعطيات السياسية أوّلا (بما أنها المؤثّر الأساسي في كتابة التاريخ)، والمعطيات الإجتماعية والثقافية المحيطة بالإنتاج الموسيقيّ، علميّا كان أو عمليّا، "رسميّا" أو شعبيّا أو فليكن أيّ مصطلح آخر نابع عن ممارسات موسيقية مختلفة متأثرة ومؤثرة في السياق الإجتماعي والسياسي التاريخيين أو السياق المُعولم الذي نعيشه في زماننا الحالي. ويأتي التّأكيد على أهمّيّة هذه الأطروحة باعتبار ما شهدته ومازالت تشهده كتابة تاريخ الموسيقى العربية من تعثّر كبير أصيب بسببه هذا التّأريخ للمشهد الموسيقي العربي بتبعيّة ملفتة للمشهد السياسي حتى يحسب المتتبّع لمحطات التاريخ عموما أنّ الموسيقى هي مجرّد فصل من فصول السياسة، وهي في الحقيقة ليست كذلك بل إنّها تتقوقع في جانب منها في ثوب "السياسي" فلا تجد متنفسا إبداعيا جديرا بالتّأريخ إلاّ بانتعاش المشهد السياسي. وهي في الجانب الآخر حيويّة متّصفة بالإبداع وتعبّر عن أعماق الناس أينما وجدوا وأينما حلّوا وأينما وضع الله لهم معاشا وعملا، فتتمظهر في شكل نظريات وآلات موسيقية وتعبيرات غنائية   Show.