الفكر الجمالي في قصائد أولئك أصحابي : للشاعر حميد سعيد عصام شرتح تحميل

إن الفكر الجمالي هو ذروة المتحقق الإبداعي، ولايمكن أن يوجد الإبداع الحقيقي المؤثر بمعزل عن منتوج المخيلة والفكر، والشعر- في أهم مؤثراته ومحطاته ال. . .  إبداعية- أنه منتوج الرؤيا والفكر، ولايمكن أن يحيد عنها لتخليق الإبداع، وإن من يطلع على قصائد (أولئك أصحابي) لحميد سعيد يدرك أن اللعبة الشعرية في أهم تجلياتها أنها حركة مفتوحة في رؤاها، ومؤشراتها الإبداعية، على فضاء المتخيل الشعري الجمالي، فالشاعر لم يستحضر الشخصيات الروائية ليرمز من خلالها على مرحلة، أوفترة زمنية ماضية، إنه أراد أن يعبر -من خلالها- عن حياته العاصفة التي مرت في لحظات اغترابه وقلقه الوجودي، وتعد هذه القصائد متنوعة الشخصيات، والمواقف،والأحداث، والرؤى؛ فهي مفتوحة على الحياة بشقيها السلبي والإيجابي، ولهذا يخطئ من يصنف هذه الشخصيات ضمن الإطار الرومانسي ، أو الإطار الواقعي ، إنها تمثل وجوه الحياة المتناقضة بجوانبها كلها، ومن أجل ذلك فإن هذه الشخصيات تنأى عن التأطير والقولبة والتنميط، أو حتى الحكم الانطباعي عليها، كأن نؤطرها  في جانب  ما من جوانب الحياة،ودليلنا على ذلك أن قصيدة( قيامة مدام بوفاري) تختلف في نمطها وفكرها عن قصيدة( جحيم أنا كارنينا وفردوسها) رغم أن الشخصيتين متقاربتان في رؤاهما وحراكهما الوجودي وانفتاحهما على آفاق خصبة من الفكر والتأمل وحب الحياة. لكن لكل شخصية ميزاتها الخاصة،وانطباعاتها المختلفة، وبصمتها الوجودية الخاصة،وهذا ما يجعل المتخيل الجمالي ينماز من قصيدة إلى أخرى، ومن ثم تختلف درجات شعرية الرؤيا،باختلاف هذه القصائد، وتنوع شخصياتها،ومؤثراتها، ومحركاتها الوجودية.   Show.