لكل عقل موهبة مل لفين تحميل

العقول في اختلافها تتعلم بطرائق مختلفة" هذا ما يقوله الدكتور مل لفين، أحد أشهر خبراء التعليم وأطباء الأطفال في أميركا اليوم. إنها مشكلة تواجه أطفا. . .  لاً كثيرين، فمعظم المدارس ما زالت تتشبث بقالب واحد تفترض فيه ملاءمة جميع إمكانات التعليم. ويعاني هؤلاء الأطفال، نتيجة ذلك القالب الوحيد، إذ لا تتطابق أنماط تعلمهم مع قالب المدارس التي يتعلمون فيها. ففي كتاب لكل عقل موهبة، يبين الدكتور لفين للأمهات والآباء ولآخرين يهتمون بشؤون الأطفال كيف يتعرفون على نمط التعلم الخاص بكل طفل. إذ يوضح لهم كيف يدعمون مكامن قوة الأطفال وكيف يجنبونهم مواقع ضعفهم. إن طرائق التعليم هذه تفضي إلى إشباع الحاجات والرضى، وتقودهم إلى الإنجاز عوضاً عن التثبيط والإحباط والفشل. ويقول الدكتور لفين إن العقول تتباين بتباين تكوينها حيث توجد ثمانية نظم أو عناصر أساسية للتعلم تؤدي إلى أنواع متنوعة من مدارك عصبية تطورية. فبعض التلاميذ يتمتعون بمقدرات قوية في مجالات معينة، وبعض التلاميذ تبرز مقدراتهم في مجالات غيرها، إلا أن أحد لا يتمتع بمقدرات متساوية في جميع العناصر الثمانية. ويثبت لنا الدكتور لفين، باستعمال أمثلة مستخلصة من تجاربه الشخصية الواسعة، كيف يحدد الآباء والأمهات وأطفالهم مواطن القوة ومواطن الضعف كي يحددوا أساليب تعلمهم الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال، نجد طلاباً مبدعين تتميز كتاباتهم بخيال واسع، بينما نجدهم ضعافاً في بحوث التاريخ لأن مهارات الذاكرة الضعيفة عندهم تمنعهم من تذكر الوقائع والأحداث. كما نجد تلاميذه لا يبرعون في ترتيب تعاقب المعلومات، ولا يستطيعون اتباعاً التوجيهات، مما يؤدي إلى ضعف نتائج امتحاناتهم، فلا تكون نتائجهم جيدة في الرياضيات، على الأغلب. ويقول الدكتور لفين إن هذا لم ينتج عن نقص في الذكاء وإنما هو أسلوب التعليم الذي لم يكن الأسلوب المناسب لهؤلاء. ويثبت لنا، من خلال بحثه الرائد وعمله مع ألوف الطلاب، كيف يستطيع الآباء والأمهات مع المدرسين تطوير استراتيجيات فعالة لاختراق مواطن الضعف أو الإحاطة بها. إنه من المسلم به في مجتمعات الكبار البالغين أننا لا يمكن أن نبرع في كل مجالات العلوم والمعارف، ولا أن نتمكن منها جميعاً. ورغم ذلك، فإننا نمارس ضغطاً شديداً على أولادنا كي يكونوا الأفضل في كل شيء ويضع الدكتور لفين ملاحظة هامة تقول: إننا نتوقع أن يلمعوا في الرياضيات، وفي القراءة والكتابة، وفي حديثهم وفي الإملاء، وفي حفظ كل شيء، والاستيعاب، وحل المسائل المشكلة. . . ولا نجد واحداً منا نحن الكبار يستطيع كل ذلك. إن التعلم يبدأ في المدرسة ولا ينتهي فيها. إن إحباط رغبة طفل في التعلم سيفضي إلى تراجعه وتقاعسة طيلة حياته. يمكننا تجنب هذا الإحباط إن نحن أدركنا أن ليس كل طفل يستطيع أن يبلي بلاءً حسناً في كل أسلوب أو نوع من أنواع التعلم. يجب علينا أن نولي اهتماماً أعظم لأساليب التعلم عند كل فرد، ولكل عقل، حتى نصل إلى ذروة التعلم الكامنة عند كل طفل. سوف مجد في هذا الكتاب لكل عقل موهبة السبيل إلى كل ذلك.   Show.