التنمية المستدامة تحديات السياسة الوطنية في العالم العربي - الجزائر نموذجاً نادية سعيد عيشور تحميل

يتضمن المؤلف الحالي عديد مباحث، تم انتقاؤها بعناية فائقة، باعتبارها متطلبات أساسية لتفعيل تنمية حقيقية متكاملة. تندرج ضمن سياق محوريين بحثيين رئيس. . .  يين تتطلبهما عملية الإقلاع النهضوي في أي بلد كان، يعاني من قهر التبعية وويلات الضغوط العولمية. احدهما يعكس السياق الماكرو- سوسيولوجي، يسلط الضوء على البعد الاقتصادي والسياسي والعلمي في تكاملهم واندماجهم، بينما يركز السياق الثاني الميكرو- سوسيولوجي؛ على أصغر نسق اجتماعي، ويجعل منه وحدته المركزية في التحليل والتفسير وهي الأسرة، وما تبلوره من بعد بنيوي – وظيفي، يعكس مؤشرات وضع علائقاتي معين محاط بهالة من القواعد والأعراف والتقاليد والقيم، ويتم تفسيره في إطار زخم لا محدود من الظروف الخاصة والعامة. من هنا؛ تتأتى أهمية هذه الموضوعات في كونها باقة من "بحوث" متنوعة ومتكاملة في ذات الوقت، تتعانق وتتمازج، لتعطي هوية وبصمة تسمح بتشخيص للمجتمع القائم والمراد تغييره والنهوض به، حيث ينبغي على أي إرادة سياسية، إذا ما أرادت نقلة نوعية تنتشلها من التخلف وعوامل الإحباط والخذلان، أن تولي الاهتمام الأكبر للبنى القاعدية (الاقتصاد-الأسرة) والأبعاد، وتعمل على تنميها وترقيتها على النحو الذي يحقق الاستقلال الاقتصادي ويمكن من تحقيق السيادة السياسية الوطنية. فعلى الصعيد الماكرو – سوسيولوجي؛ فالاقتصاد والسياسة والعلم، ثلاثية محورية تشكل العصب الحيوي لأي نظام داخل أي دولة مستقلة، وأهمية حياكة التشابك فيما بينها بطريقة واعية ومؤسسة على قواعد إدراكية شاملة؛ قد يترتب عنه بالنسبة للعالم المتخلف، توطين لفلسفة انبثاق ذاتي لحياة جديدة، تقود إلى تكريس التوازن وتحقيق الارتقاء. أما على الصعيد الميكرو- سوسيولوجي الذري؛ فان الأسرة والتربية والثقافة والدين، تشكل روح الحياة ومعانيها وتضفي عليها طابعها المميز. فإذا كان الاقتصاد هو الجسد، والسياسة هي العقل، فانه مما لاشك فيه أن الأسرة بمحتوياتها النفسية والاجتماعية؛ إنما هي الروح، وعليه بات معلوما انه من أفدح الأخطاء التي ينبغي تحاشيها هي الفصل فيما بينها، وان الاهتمام المتوازي بها، يمثل القاعدة- الجوهر في صياغة مشروع مجتمعي كامل ودقيق، من المحتمل أن يتوقع له الصمود ويكتب له الخلود. منهجيالقد ورد التركيز فيالمبحث الأول حول التنمية المستدامة وفلسفة التأسيس، على إبراز الأسس الجوهرية الفعلية لعملية التنمية لدى الغرب، من حيث تناول جوانبها السلبية والايجابية وانعكاساتها اللا محدودة على واقع التنمية في المجتمعات العربية عموما والجزائر بوجه خاص. ونظرا لحاجة العملية الاقتصادية في عصر تكنولوجيا المعلومات إلى دعم المعرفة العلمية ومرافقتها في كل خطواتها؛ فإن المبحث الثانيحول: إدارة المعرفة بين التقدم والتخلف، يقحم نفسه ليقدم للقارئ صورة واضحة عن أهمية إدراك واستيعاب العلاقة الجدلية بينهما، ومدى مساهمة إدارة المعرفة في بلورة "الذات السيدة" مفهوما وكيانا، من حيث التمكين من الاستقلال استقلالا كليا، هذا الأمر الذي لا يثبت عجزه إلا في ضوء ما يحيلنا عليه المبحث الثالث تحت مسمى: تنمية الثقافة العربية في مواجهة العولمة، إلى وجوب ارتكاز المعرفة على الخصوصيات النوعية، التي تعبر عن الهوية وبصماتها الشخصية لأي كيان اجتماعي إنساني، ولا نقصد به حدوده الجغرافية فحسب؛ بل كل ما يتعلق بجوهره الاجتماعي والثقافي والديني والفني والجمالي وغيره. . وهنا؛ لا ضير في تعميق الرؤية وتطوير الخبرة الخاصة بالاحتكاك والتثاقف مع الغير أيا كان، لكن في حدود فلترة كل ما هو وارد، الذي قد يبدو براقا، لامعا، وآخذا على الانبهار، وعليه؛ بل بالإمكان تجاوز صعوبات ومآزق التنمية عبر تجارب الآخرين، والسعي نحو تبني فلسفة التنمية المستدامة في جميع القطاعات،وهنا لابد من الاهتمام بالبحث العلمي والعمل على تطويره وكما قيل: "إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردت الدنيا والآخرة فعليك بالعلم".   Show.