«المتحف»، اسم ذو دلالة توحي بالجماد غير الناطق، ولكنّ هناك شيئاً ما يجعل من المقتنيات الأثرية جسماً مادياً ناطقاً، وهو الإنسان الناطق الواعي لذاته. . . والآخرين، على نحو ما يذكّرني بالمقولة الشهيرة: «الكتاب نص مستور لا ينطق، إنما ينطق به الرجال». وهكذا كانت الحال في كتاب «متحف الذاكرة الحيفاوية» للكاتب د. سميح مسعود الذي نشرته «الآن ناشرون وموزعون» (عمّان، 2014)، وكتب مقدمته المؤرخ والباحث د. جوني منصور واصفاً مهارة جمع المقتنيات حرصاً على الموروث الفلسطيني وحفاظاً على ارتباطها المتين بالمكان الذي انتُزعت منه إثر «أبشع عملية اقتلاع شهدها التاريخ الحديث والمعاصر». إن التمسك بهذه المقتنيات طوال تلك السنين إنما يدلّ على التمسك بالحق التاريخي في فلسطين، وإلا لكانت هذه المقتنيات قد بيعت إلى التجار منذ زمن بعيد. ولكن ما الذي يضمن أن تحتفظ الأجيال القادمة بهذه المقتنيات النادرة والمعبّرة عن حضارة إنسانية ذات جذور بعيدة ضاربة في عمق التاريخ! إنها الدليل المادي فعلاً على أن فلسطين كانت مركزاً حضارياً مهماً في النصف الأول من القرن العشرين وقبل تأسيس الكيان الصهيوني عام 1947، والدليل القاطع أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب، أسوة بما كانت الصهيونية تروج له، بل كانت مركزاً حضارياً مضيئاً على البحر الأبيض المتوسط يربط الشرق بالغرب على الأصعدة كافة، سواء على الصعيد الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو القومي. هذه المقتنيات الحضارية المتنوعة التي أضاف إليها سميح مسعود إطارَ نافذة غرفته عندما زار أطلال منزله في حيفا مؤخراً لا يمكن تزويرها، كما اعتاد بعض مفكري العالم على تزوير التاريخ، فالآثار تخبر عن تاريخها بصدق وهدوء، ولكن ما الذي يضمن لنا أن تظل باقية؟ يقول سميح مسعود أن هذه المقتنيات أيقظت في داخله «شهوة الحياة رغم مرارة المنافي والشتات»، ونقول: كيف تضمن ألاّ تندثر هذه المقتنيات في المستقبل فتنحرم الأجيال القادمة من هذه الشهوة وتلك اللذة وطيب الذاكرة والأدلة على الوجود الحضاري التاريخي للشعب الفلسطيني؟ لا أعلم إذا كانت هذه الصرخة موجهة إلى الكاتب نفسه كي يسارع في تأسيس متحف ناطق بهذا التاريخ بحيث يكون أوسع من غرف بيته لتصبح ملْكاً عاماً للفلسطينيين بخاصة والعرب والمسلمين بعامة. فماذا سوف يحدث إذا قرر الأبناء بيع هذه المقتنيات في وقت ما؟ ألن تكون عند ذاك جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة بيع الأراضي لليهود؟ ولكن، هل هي مهمة الكاتب، أم مهمة مجموعة من الأشخاص الغيورين على تاريخ فلسطين المحفور في هذه المقتنيات الفنية الجميلة، أم إنها مسؤولية الحكومة الفلسطينية في النهاية؟ كتاب «متحف الذاكرة الحيفاوية» في أناقة إخراجه ووضوح صوره وأهمية معروضاته يجب أن يستفز نوعين من الناس: أصحاب المقتنيات الذين ما زالوا يزينون بيوتهم الخاصة بالقطع الأثرية المغرقة في القدم، وذلك كي يخرجوا عن أنانيتهم واحتجازهم ذاكرة الأمم السالفة رهائن في بيوتهم الضيقة لتصبح ملْكاً عاماً للناس ووثائق للدارسين والباحثين وبذلك تخرج هذه المقتنيات المهمة عن صمتها الأبدي وتبوح لنا بأسرار التاريخ الذي حجبته عنا الكتب؛ أما النوع الثاني من الناس فهم أولئك الذي يستطيعون توفير هذه المتاحف ودعمها كما فعل البنك الأهلي الأردني عندما افتتح متحف النميات وتاريخ الأردن. Show.
متحف الذاكرة الحيفاوية سميح مسعود تحميل سيل
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
متحف الذاكرة الحيفاوية اقرأ من عند EasyFiles |
3.6 mb. | تحميل كتاب |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل من عند OpenShare |
3.1 mb. | تحميل حر |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل من عند WeUpload |
3.8 mb. | اقرأ كتاب |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل من عند LiquidFile |
5.3 mb. | تحميل |
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
متحف الذاكرة الحيفاوية اقرأ في ديجيفو |
5.8 mb. | تحميل ديجيفو |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل في قوات الدفاع الشعبي |
5.7 mb. | تحميل قوات الدفاع الشعبي |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل في odf |
3.6 mb. | تحميل ODF |
متحف الذاكرة الحيفاوية تحميل في ملف epub |
4.8 mb. | تحميل ملف ePub |