مائة عام على اتفاقية سايكس - بيكو : قراءة في الخرائط بسام النعماني تحميل

لا بد من الاعتراف، بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس – بيكو، أن إعادة قراءة هذه الاتفاقية بشكل دقيق هو أمر حيوي ومطلوب، خاصة أنها صمدت كل هذه ال. . .  سنوات المتعاقبة دون أي تبديل في النظام الإقليمي الذي استحدثته. وقد أدان قادة الشعوب العربية هذه الاتفاقية من دون لبس، واعتبروها مثالاً صارخاً على الخداع والتزوير الاستعماريين وعلى الرغبة في تقسيم وتفتيت الوطن العربي مشرقاً ومغرباً. ثم أن تبني الغرب لإنشاء "وطن يهودي" في أرض فلسطين في نفس الفترة التاريخية، راكم من الإحساس بالمرارة وخيبة الأمل لدى الشعوب العربية. وعموماً، وعلى رغم المعارضة العربية الواسعة، فإنه لم يحصل أي تغيير جذري للاتفاقية في مكوناتها الأساسية. وهذا يعني أن صمود هذه الاتفاقية وتجلياتها من خلال المواد الإثنتي عشرة الواردة فيها قد جاء نتيجة عمل ممنهج جدي واسع شاركت فيه الدوائر السياسية، والدبلوماسية، والعسكرية، والاستخباراتية، والاقتصادية في كل من بريطانيا وروسيا القيصرية وفرنسا. وهذه النتيجة لم تكن فقط وليد اجتماعات مغلقة محصورة بين دبلوماسيين إثنين هما مارك سايكس وفرانسوا جورج-بيكو كي يتحملا على كتفيهما وحدهما وزر ما حصل.   Show.