نسوة في المدينة : ثمار الصمت فاطمة حمد تحميل

تحظى هذه المدينـة بعـلاقة أزليـة مع الشمـس إذ وضـعت بصمتـها على جلـود وجينـات أجيـال هذا المكـان من البـشر، ظهر أثـرها القـوي علـى الأرض والسـهل و. . .  الجبـل وعلى الخمـيلة الخضـراء التي تغطـي عورة الأرض، أكسـبت كائنـات هذه المدينـة خصـائص متماثلـة أسراب الطيـور الحـرة، سلالات الخيـل المـدجّنة قطعـان الغزلان الهاربة، أذواد الإبل بشتى فصائلها، آراك الصحاري، نخيل الوديان وأثار لخطـى إنسـان عظيـم عاش هنا، طمرت الرمال والأعوام أخدود شهادته الدامي لتكون هذه الأرض مقبرة مباركة لأرواح طيبـة خلـدها الذكر الحكيم. هنـاك شاهد وحـيد على كل هذا. . إنـه الصمت وخلفـه تكمن الحكـايا. . صمت الطبيعة والنباتات. . وصمت النسـاء. . . دورة الحياة من الولادة حتى الممات تجمع كثيرا ما بين النبتـة والمرأة. يتعرضن للدفن والطمر تحت أستـار مظلمـة من التربـة والقيود. . . بيد أنهن لا يكففن عن التنفس والنمو فيباغتن تلك الأستار ويشققنها ثم يخرجن للنور براعم مفعمة بالحيـاة يتدرجـن في سلم النمو الأنثوي طوراً بعد طور تنـمو لهن الأغصـان ثم تبرز فيها الزهور النديـة المستـعدة للإندماج والانصـهار مع النصف المعاكس لخلق ثمارٍجنيةٍ وأرواحٍ وليدةٍ تهبُ لهذا الكون معنـاه مرة بعد مرة في سيرورة إلاهية عجيـبة لا يلتفت الىها الكثـير، إذ يقف الاعتياد حجاباً غليظاً بين حواس الانسان وحقيقة الأشياء. .   Show.