إذا أراد المسلمون أن يفهموا الإسلام في واقعه العملي، فهذا يحدو بهم إلى أن يدرسوا أكرم مراحل تطبيقه وتنفيذه، وهي حياة المسلمين الأوائل، وفي قمتها ح. . . ياة النبي المصطفى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وسيرته الطيبة العطرة. فنحن عندما نقرأ في تاريخ أولئك السابقين الأبرار صورة نسيبة بنت كعب الأنصارية وهي تخترق صفوف المتقاتلين يوم أحد فتمر بأبيها وأخيها وزوجها وقد قتلوا جميعاً، فلا تكترث بهم –وهم أهلها- وإنما تسأل فقط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا ما رأته حياً يرزق قالت له: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي بمن عطب كل مصيبة دونك جلل). ثم أخذت سلاحها تقاتل الكفار دفاعاً عن الإسلام ورسوله. فنحن عندما نقرأ هذه الصورة الرائعة في التضحية والفداء نفهم معنى الحب الخالص لله ورسوله والتفاني في سبيله. ونحن عندما نقرأ في تاريخ أولئك السابقين صورة سيدنا بلال رضي الله عنه وهو مسجى على فراشه في مرضه الأخير يودع الدنيا ويستقبل الآخرة، فبكت إلى جانبه زوجته وصاحت: (وا كرباه) فقال لها: (بل قولي وا طرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه). وعندما نقرأ هذه الصورة ندرك منها معنى الشوق الشديد إلى لقاء الله والتلهف الحالم إلى اللحاق برسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام. ونحن عندما نقرأ في تاريخ أولئك السابقين صورة أبي عبيدة رضي الله عنه عندما دخل عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرأى بيته لا يحتوي على شيء من حطام الدنيا سوى شن ماء وكسيرات خبز ولبد يستلقي عليه وسلاح جهاده في سبيل الله. نفهم من ذلك مقصود قوله عليه الصلاة والسلام: خيركم أزهدكم في الدنيا وأرغبكم في الآخرة. ونحن عندما نقرأ أمانتهم نعرف معنى الأمانة، وعندما نقرأ صدقهم نعرف معنى الصدق، وعندما نقرأ إخلاصهم نعرف معنى الإخلاص، وعندما نقرأ وفاءهم نعرف معنى الوفاء، وعندما نقرأ شجاعتهم نعرف معنى الشجاعة، وعندما نقرأ تضحياتهم نعرف معنى التضحية. فلنا في تاريخ أسلافنا صورة الواقع الذي ينبغي أن نعيشه، لننال سيادة منشودة وكرامة مقصودة وسعادة مرصودة، وأمناً واستقراراً وعزاً وفخاراً. ويجب علينا أن نعلم أن الأمة الخاسرة المرتكسة هي التي تنبذ تاريخها وتتنكر لماضيها فلا تتعظ بسلبياته ولا تستفيد من إيجابياته. وأما الأمة الراشدة المنتصرة فهي التي تبني حاضرها بأمجاد ماضيها، وتجعل من تاريخها قوة تعتد بها في مضمار تقدمها وبناء مستقبل حياتها. فخليق بالمسلمين اليوم الذين يخوضون لجة واقع خطير تتفاقم فيه الشرور، وتزدحم فيه المحن والشدائد، وتسود في كنفه أسباب التمزق والضياع، خليق بهم أن يهرعوا إلى حظيرة تاريخهم، وأن يقبلوا على حياة أسلافهم، ليقتبسوا منه ضياء يسيرون به في ذلك المعترك الصعب، ويقتحمون تلك الشدائد والمحن بهمة قعساء وعزيمة صادقة يتخطون بها المحنة مهما استفحل خطرها، ويجتازون بها الصعاب مهما تعاظم شرها، فلا يضعفون ولا يخضعون ولا يذلون، وإنما يتخذون طريقهم إلى مواقع العزة والكرامة، ويكتبون صفحات الأمجاد بمداد الحق والاستقامة والرشاد. هذه المقدمة أزجاها نذير محمد مكتبي لكتابه الموسوم بـصفحات مشرقة من حياة السابقين في طبعته الثالثة الذي توخى منه أن يكون نافذة تطل منها أجيالنا المسلمة على ملامح من حياة أسلافنا لتستفيد من أنوارها هداية ورشداً وهي تبني مجتمعها، وترفع قواعد أمتها، وترسم وقائع حاضرها ومعالم مستقبلها. Show.
صفحات مشرقة من حياة السابقين نذير مكتبي تحميل سيل
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
صفحات مشرقة من حياة السابقين اقرأ من عند EasyFiles |
5.4 mb. | تحميل كتاب |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل من عند OpenShare |
3.9 mb. | تحميل حر |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل من عند WeUpload |
3.9 mb. | اقرأ كتاب |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل من عند LiquidFile |
4.9 mb. | تحميل |
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
صفحات مشرقة من حياة السابقين اقرأ في ديجيفو |
5.6 mb. | تحميل ديجيفو |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل في قوات الدفاع الشعبي |
5.5 mb. | تحميل قوات الدفاع الشعبي |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل في odf |
3.3 mb. | تحميل ODF |
صفحات مشرقة من حياة السابقين تحميل في ملف epub |
3.2 mb. | تحميل ملف ePub |