الحمدُ لله الذي أنزل على عبده ونبّيه الذي اصطفى الكتابَ، ولم يجعل له عوجاً، وشرع الإسلامَ وجعل له منهجاً ، وأعزَّ أركانه على مَن غالبه، فجَعله أمن. . . اً لمن عَقله ، وسلماً لمن دَخله، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصَم عنه، ونوراً لمن استضاءَ به، وفهماً لمن عَقَل ، ولّباً لمن تَدبّر ، وآيةً لمن تَوسّم ، وتبصرةً لمن عَزم، وعبرةً لمن اتعَّظ، ونجاةً لمن صَدق، وثقةً لمن توكّل، وراحةً لمن فوّضَ، وجنةً لمن صَبرَ. وبعــــد. . . ! فالإدارةُ حركةٌ وزمنٌ، عمل ووقت ، إذ مَا مِن عملٍ يؤدَّى إلا كانَ الوقتُ إلى جانبه، وما من حركة تُؤدّى إلا ضمن وقت محدد، فالوقت من موارد الإدارة المهمة، وتكمن أهميته في أنه يؤثر في الطريقة التي تُستخدم فيها الموارد الأخرى، كما أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج، فهو رأس المال الحقيقي للإنسان، بيد أن الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم تكاد تنطق وتصرح وتقول: إن كثيراً الناس ومن المديرين لا يحرصون على هذا المورد الفريد من نوعه، الضروري لكل شيء، وتجد آخرين يستحوذ عليهم اعتقاد بأنهم يؤدون عملاً جيداً، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم في العمل، أو أنهم على الأقل يحاولون ذلك جاهدين، فالمجتمع عموماً يمنح التقدير لهؤلاء الناس والمديرين، الذين يحاولون ما وَسَعتهم المحاولةُ دون أن يفلحوا،أكثر مما يقّدر أولئك الذين يبدو أنهم لا يحاولون الارتفاع بجهدهم على نفس المستوى، ولكنهم يفلحون. . . ولسوء الحظ فإن الكثير من المديرين لا يحرصون على الوقت، والقليل منهم يستخدمونه استخداماً فعالاً، ويرجع السبب في ذلك إلى أنهم لا يدركون واجبات مهامهم وأعمالهم أو أنهم لا يعرفون كيف يحددون الأولويات، وبذلك يقتربون من الوصف بأنهم يبذلون أربعة أخماس وقتهم في القيام بواجبات و مسؤوليات تتصل بخمس ما يحققونه من نتائج. إن الحقيقة الثابتة في إدارة الوقت، هي أنه ليست هناك ساعات أكثر في اليوم، فهذه الحقيقة تفيد أن هناك أربعاً وعشرين ساعة في اليوم و(168) ساعة في الأسبوع و(8766) ساعة في السنة لا أقل ولا أكثر، أما الحقيقة الأخرى فتفيد أننا جميعاً متساوون في الوقت سواء أكنا أغنياء أو فقراء، أقوياء أو ضعفاء، فرئيس الدولة يملك نفس كمية الوقت التي يملكها موظف صغير في شركة تأمين أو تملكها ربة بيت أو رجل متقاعد ، فالمشكلة إذن ليست في عدم الحصول على وقت كاف أو في عدم إمكانية استعارة وقت الآخرين أو سرقته، بل هي في كيفية إدارة الوقت المتاح. إن النجاح في إدارة الوقت، يتطلب وجود أهداف محددة والتزاماً مخلصاً لتحقيقها، فالأهداف الكبيرة تعني أناساً كباراً، وليتذكر المرء أنه لن يستطيع النجاح إذا ما ظل يلهث خلف الهدف الذي وضعه أو وُضع له ، وإن النجاح لا يتحقق بدون التزام. وفي هذا الإطار يعتقد علماء النفس أن الناس غير الناجحين هم الذين يرغبون في أن يكونوا كذلك، فإنجازاتهم كانت وفق هذا الوصف ودون مستوى إمكانياتهم. ولتكن على ثقة بأن الذين لم يحققوا النتائج المرغوب فيها في الوقت المتاح، لم يولدوا بعد، إنهم يضيعون أنفسهم بأيديهم، وإن الناس و المديرين الذين يعرفون ما يريدون ، سيجدون حياتهم مليئة بالفرص. إذن. . فليعرف الإنسانُ ما يريد، ثم عليه أن يفعلَ ما يوصله إلى ما يريد، وهذا الاتجاه يستوجبُ أن يلزم الإنسانُ نفسه بالنجاح والبدء من حيث هو النجاح والفعل الملموس،لا يوقف الأحلام عن الغد وإنما يبدأ الحياة اليوم ، ثم ليكن كمثل ذلك النوع من الناس، الذين يرغب في أن يكون مثلهم ،وسيكون بعونه تعالى بمثل هذا الوصف وأفضل منه. إننا لا نجد هنا أبلغ مما قاله أحد الحكماء : ((سأل الممكنُ المستحيلَ : أين تقيم ؟ فأجابه : في أحلام العاجز)). من هذا المبدأ ينبغي أن نتأكد من أننا لن نستطيع السيطرة على الوقت بشكل كامل ولو حرصنا، فهناك أجزاء من الوقت لا نستطيع السيطرة عليها، ومع ذلك فالإنسان العامل في هذا المستوى أو ذاك، وهذا الاختصاص أو غيره ، أن يجعل من إدارة الوقت الفعالة، عادة يومية، مما يفرض عليه العمل وفق أربعة محاور أساسية: تخطيط الوقت، بما يعني تحديد الأهداف وكتابتها، وتحديد الأولويات، وبالتالي التركيز على الأهداف لا الأنشطة. تسجيل الوقت وتحليله، بما من شأنه التوقف عن أداء أي نشاط لا يسهم في تحقيق الأهداف. جدولة الوقت يومياً ووضع حدود للوقت الذي ينبغي أن يقضى في كل نشاط وبما يكفل الانتهاء قبل بدء نشاط جديد، مع ترك بعض الوقت للمهام غير المتوقعة (والمقاطعات). التعود على عادات عمل إيجابية من ذلك مثلاً: استثمار الساعة الأولى من العمل اليومي أحسن استثمار ممكن، وتخصيص ساعة هدوء، وإتباع المبادئ الأساسية التي ذكرت في غير موضع، والتي من شأنها التخلص من مضيعات الوقت أو التخفيف من حدتها ما أمكن. . . ولنتذكر القول البليغ : (( إن الرجلَ القوّي يعملُ والضعيفَ يتمنّى )). وليس القصد من هذا الكتاب تقرير حقائق علمية أو أكاديمية فحسب، بقدر ما كان القصد تعريف النفس وتذكيرها بأهمية الوقت، وحملها على طاعة الربّ العليم الخبير تبارك سبحانه وتعالى، كي تُسعَد بقربه في الدنيا والآخرة ، لاسيّما وأن عبادة الخالق الجليل طاعة طوعية، تسبقها معرفة يقينية، تفضي الى سعادة أبدية، فالإنسان من جِبلته أنه إذا عَرفَ الآمرَ ثم عَرفَ الأمرَ ، تفانى في طاعة الآمر، أما إذا عَرفَ الأمرَ ولم يَعرف الآمرَ ، تَفنَّنَ في التفلّت من أمره سبحانه ، وهذه مشكلتنا في البلاد، معرفةُ الأمر وضعفٌ في معرفة الآمر !! ومعرفةُ المسالك الصحيحة وانحرافٌ عنها حين يخلوا مَن يخلوا بمحارم الله لينتهكَها ، فالعملُ لا يُقبلُ إلاّ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق سنّةَ رسول الله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسّلم. في نهاية هذه الكلمة أشكر كل الإخوة والأساتذة الذي ساهموا بشكل أو بآخر في إخراج هذا الكتاب الى حيز الوجود ، وبخاصة بنتنا الحبيبة حبة القلب ( الدكتورة نور سلمان ) وأخيها الحبيب حبة العين ( زكريا )، وأعوذُ بك ربيّ يا رحمن يا رحيم ، يا غفار يا تواب ، أن يكونَ أحد أسعدَ بما علّمتني مني ، وأعوذُ بك أن أقولَ قولاً فيه رضاك ألتمسُ به أحداً سواك ، وأعوذُ بك من فتنة القول، كما أعوذُ بك من فتنة العمل ، وأعوذ بك أن أتكلّفَ ما لا أُحسن ، كما أعوذُ بك من العجب بما أُحسن ، والحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِّ المرسلين سيدِّنا وحبيبنا محمد المبعوثِ رحمة للعالمين Show.
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير سلمان زيدان تحميل سيل
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير اقرأ من عند EasyFiles |
5.6 mb. | تحميل كتاب |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل من عند OpenShare |
4.7 mb. | تحميل حر |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل من عند WeUpload |
4.5 mb. | اقرأ كتاب |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل من عند LiquidFile |
3.4 mb. | تحميل |
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير اقرأ في ديجيفو |
4.7 mb. | تحميل ديجيفو |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل في قوات الدفاع الشعبي |
4.5 mb. | تحميل قوات الدفاع الشعبي |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل في odf |
3.6 mb. | تحميل ODF |
استراتيجيات إدارة الوقت والتغيير تحميل في ملف epub |
3.9 mb. | تحميل ملف ePub |