وادي الطواحين حسين طه السيد تحميل

إلى الذين تملأ أنوفهم رائحة الأرض آه. . . إن أشدّ لحظات العزلة مرارة، هي أن تكون بين الناس ويدهمك شعور، بأنك وحيد بينهم، أو أنك بعيد عنهم، دعك م. . .  نهم!. . . ولذ إلى حضن الطبيعة! ابق متعتك لنفسك، ودعهم يصطلوا، إن الطبيعة بالنسبة إليك جوهر ثان، اتّساع لا حدود له، توحّد فيها مع كل كائن صغر أم كبر. . . وعد إلى صورتك الأولى، ولتبعث من جديد طفلاً بلا حدود، تعبث فيما تريد، وتحلم فيما تريد، تعيش حرية كائن سوي، جاءته حريته بالفطرة، وليبقوا هم مطعونين بحرياتهم، يعيشون متغيرات مرعبة في مدينة لاهثة، تسيّر مقاديرهم أيد خفية، تمضي بهم إلى مقالع الشوك، لينعم غيرهم بالورود. . . ها قد تنقلت بين مزق الوطن، ورأيت بأمّ عينيك. . . كان يجب عليك أن تحاضر فيهم على الأرصفة، تقول أيّ شيء، وتبقى منارة لهم، ترشدهم إلى الضفاف. . . توقف أيّها الحان. . . أيّ منارة؟. . . وأية أرصفة؟. . . إلى أين ذهبت؟. . . لقد لاكتك تلك الأرصفة، ومن فم مليء. . . بصقتك؟!   Show.