خليل ناصيف الذي يمشي في قلب النص ودون أي رهبة من الوقوع في شرك شياطينه، هو واحد من الكتّاب القلائل الذين يصادقون أبطال الحكايات ويؤجلون موتهم، ولا. . . يترددون بإغراء كائنات نصوصهم بقطعة من الشيكولاتة إن لزم الأمر، لا لشيء إلا لأنه لا يحتمل الأماكن الجائعة ولا القهوة المرّة ولا الندوب الغائرة في جبين الحدث. ببساطة شديدة هو لا يكبر على الحكاية أبداً، ولديه قدرة مدهشة لاسترداد وجوه من يحب والتقاطها من عمق التراب وتعليقها ثانية على الغصن، قرب برتقالة مثلاً أو قرب عصفور. حين بدأت في قراءة نصوص هذا الكتاب وجدت نفسي وعن دون قصد في الحقيبة التي على متن المركب، الذي يعود دائماً إلى الأحلام البكر والخيالات المدهشة، وعدت لأصدّق أن في الحياة متسّعاً للدهشة، وعدت لأؤمن أن الخسائر المفجعة لم تكن لتحدث لولا الإصرار على معرفة الإجابات المنطقيّة، وتجفيف البخار الدافئ عن زجاج الطفولة وترقيم العمر بالسنوات. ذات الحذاء الفضيّ، حارسة الكنز، ساكنة الظلال، بائعة البرتقال وغيرّهن من الشخصيات النسائية الجميلة اللواتي نصادفهنّ في نصوص خليل لا يزدن طفولة ونقاءً عن بائعي المحارم الورقيّة وأطفال المخيّم وسكان القرى النائية الذين يتألقون خلف نوافذه الشفافة، وهؤلاء كلهم لا يختلفون أيضاً عن الناس الذين يصادقهم خليل في الشارع أو في المقهى أو في حديقة الورد، هو يبحث في كل وجه عن علامة غير فارقة تجعله شبيهاً بأبطال نصوصه الطيّبين ويتغاضى عن هالات العينين والبشرة الداكنة للحقيقة، فيكمل طريقه برضا تام ويعيد إليه نضارته وشبابه بحرفيّة وإتقان. وعلى نحو أكثر دقّة فإنه يرسم وجوهاً فوق الوجوه، ولا يرضى للمدينة التي يكتبها بأقلّ من أشجار وارفة الأحلام مكتنزة الخيال، لا يتساهل مع الطفيليات وفئران الحقول، ويصبّ عليها لعناته الناعمة لتغادر المكان على خجل، وسرعان ما يستجيب لنداء الذاكرة، ويكمل بريق الدهشة بلوحة طارئة يعلّقها على فراغ المكان، لتبدو لنا الحكاية وكأنها الحكاية الأصل وكلّ ما نعيشه محض خيال. "وليمة للنصل البارد" ولأنها مطهوّة في قلب هذا الكاتب الذي وحسب معرفتي به قرأ معظم الروايات التي تستحق القراءة، وتابع معظم القضايا الإنسانية التي تستحق المتابعة، وتطوّع لمدّ يد وذراع وقلب لمنكوبي الفقر والطبيعة والإنسان، هي الوليمة الأكثر صدقاً والأخفّ وطأةً، والأقلّ رتابة على مائدة القارئ المفجوع بخساراته، المشدوه بالاتساع المقيت لرقعة الشرّ في زمن قُدِّرّ له أن يعيش فيه. "وليمة للنصل البارد" عتبته الأولى نحو الرواية التي ستكون عتبته الأولى نحو تحقيق حلمٍ وإن كان قليلاً لكائن واحدٍ ينتظر أن يتحقق ولو لمرّة واحدة على الورق. Show.
وليمة للنصل البارد خليل ناصيف تحميل سيل
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
وليمة للنصل البارد اقرأ من عند EasyFiles |
5.6 mb. | تحميل كتاب |
وليمة للنصل البارد تحميل من عند OpenShare |
4.2 mb. | تحميل حر |
وليمة للنصل البارد تحميل من عند WeUpload |
4.2 mb. | اقرأ كتاب |
وليمة للنصل البارد تحميل من عند LiquidFile |
3.7 mb. | تحميل |
عنوان كتاب |
بحجم |
حلقة الوصل |
---|---|---|
وليمة للنصل البارد اقرأ في ديجيفو |
4.2 mb. | تحميل ديجيفو |
وليمة للنصل البارد تحميل في قوات الدفاع الشعبي |
4.8 mb. | تحميل قوات الدفاع الشعبي |
وليمة للنصل البارد تحميل في odf |
4.9 mb. | تحميل ODF |
وليمة للنصل البارد تحميل في ملف epub |
5.2 mb. | تحميل ملف ePub |